-->
أنا خاطىء وضال، إقترفت الكثير من الخطايا. واعترفت وتناولت من الأسرار
المقدسة. وأب إعترافى لم يعطنى عقوبة. وضميرى يتعبنى لأنى لم آخذ عقوبة لكى
أستريح.·
ليس كل آباء الإعتراف يوقعون عقوبات على المعترفين. وبخاصة لو كان
المعترف نادماً جداً ومنسحق القلب فى إعترافه، فيرى هؤلاء الآباء أنه يكفيه ذل نفسه
من الداخل. ويضعون أمامهم مثال السيد المسيح الذى قال للمرأة المضبوطة فى ذات الفعل
"ولا أنا أدينك. أذهبى ولا تخطئى أيضاً" (يو8: 11). وكذلك منحه المغفرة للخاطئة
التى بللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، دون أن يوقع عليها عقوبة، بل قال لها
"إذهبى بسلام" (لو7: 48،50). المفروض أن صلاة التحليل هى التى تريحك، وليس العقوبة.
فمادمت قد سمعت كلمة المغفرة، هذا يكفى.. ومع ذلك فكثير من الخطاة يشعرون بألم
داخلى، لأنهم جرحوا قلب الله بخطاياهم، وليس لأن خطاياهم لم تغفر. فداود النبى بعد
أن سمع المغفرة من فم ناثان النبى (2صم 12: 13)، عاد فبلل فراشه بدموعه باكياً على
خطاياه (مز6).. على الرغم من أن الله عاقبه أيضاً، لأنه بخطيئته "جعل أعداء الرب
يشمتون" (2صم12: 14). لذلك مادامت العقوبة تريحك، لك عندى نصيحتان: 1- إما أن تصارح
أب إعترافك وتطلب منه عقوبة. 2- أو أن تعاقب نفسك بنفسك. وأول عقوبة – وفى نفس
الوقت هى علاج – أن تضبط نفسك جيداً من جهة الخطية التى ارتكبتها، وأن تبعد عن كل
أسبابها. وأن تبكت نفسك، وتمنع ذاتك عن بعض ما تشتهيه. فأنت تعرف جيداً ما هو الذى
يتعبك، ربما أكثر مما يعرف أب إعترافك عنك. ولكن فى معاقبتك لنفسك، ليكن ذلك فى
حدود المعقول، وفى حدود إحتمالك. ويمكن أن تستشير أب إعترافك فى
ذلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
لا تضع تعليق يسئ الى اسمك ووطنك وديانتك وشخصك واسرتك وهلك